أعلان الهيدر

الثلاثاء، 25 يونيو 2019

الرئيسية الشاعر الراحل / عصام المدمري

الشاعر الراحل / عصام المدمري



 الشاعر الراحل / عصام المدمري
المدمر – طما – سوهاج - مصر
بقلم د. محمد عبيد
 ولد الشاعر/ عصام عمر على عيسى  وشهرته ( عصام المدمري ) في قرية المدمر إحدي قري مركزطما محافظة سوهاج فى الثامن من نوفمبر 1951م ، نشأ فى أسرة تهتم بالتصوف حيث أن جده لأمه هو الشيخ عبد الجواد المنسفيسى من أشهر مشايخ الطرق الصوفية فى  القرن الثامن عشر الميلادى . 
وقد ارتبط المدمرى بالشيخ محمد عبد الجواد المنسفيسى وهو والد أمه – مباشرة – وابن شيخ الطريقة الذى كان يحضر إلى ( المدمر ) ويقيم الحضرات الصوفية والدروس الدينية ، فنشأ المدمرى فى هذا الوسط الذى جعله يحفظ منظومة الإمام الدردير – من مجموعة اللآلئ السنية – فى أسماء الله الحسنى ، وسائر أوراد الطريقة التى كان لها الأثر الأكبر فى ثقافته الصوفية من نعومة أظافره ، كما حفظ أكثر من نصف القرآن الكريم فى كتاب البلدة الذى التحق به ، وكان عمره أربع سنوات ، وظل به إلى أن أجريت له مسابقة دخل بها التعليم الإلزامى ( الإبتدائى ).
وكان من شيوخه فى التعليم الابتدائى ممن تأثر بهم فى الشعر الصوفى خاصة ، والأدب الإسلامى عامة الشيخ حنفى محمدين مدرس القراءات بالأزهر ، وفضيلة المرحوم الناسك المتصوف الشيخ همام محمد على الذى تلقى المدمرى على يديه مبادئ الرياضات الروحية ، وكذلك المرحوم الشيخ عبد الحافظ خلف النجار الذى طالما كان يردد الأشعار الصوفية مساء كل ليلة فى مجلس خاص يجمع الصفوة من أهالى البلدة ، فحفظ على يديه منظومة الإمام الدردير التى مطلعها :
تباركت يا الله ربى لك الثنا        فحمدا لمولانا وشكرا لربنا
بأسمائك الحسنى وأسرارها التى    أقمت بها الأكوان من حضرة الغنى
فندعوك يا الله يا مبدع الورى      يقينا الهم والكرب والعنا
ثم التحق بالمرحلة الإعدادية ، وكأن القدر يعده ليكون شاعرا ، فكان أحد مدرسى اللغة العربية يكتب الشعر وينشده وذا ثقافية صوفية وإسلامية عالية ، وكان دائم المساجلة مع مدرس المواد الاجتماعية الذى كان شاعرا ينشد الفصحى والعامية والزجل فى آن واحد ، فحفظ المدمرى من أساتذته شعر المساجلات ، وعرف شعر المدح والهجاء .
وشاءت المقادير – فى المرحلة الثانوية – أن ينتقل للدراسة فى مدرسة رفاعة الطهطاوى الثانوية خلافا لأهل بلدته الذين كانوا يدرسون فى مدرسة طما الثانوية . وكأنه كان على موعد مع الأدب ،  فقد كانت بالمدرسة جماعة أدبية تعرف باسم جماعة ( التوعية القومية ) ، شارك المدمرى فى أنشطتها المتنوعة .
ثم انتقل المدمرى إلى أسيوط حيث المرحلة الجامعية ، فالتحق بكلية الحقوق جامعة أسيوط ، وشارك فى أعمال النادى الأدبى لقصر ثقافية أسيوط ، وتعرف على العديد من شعراء الجامعة وقصر الثقافة ، وكان يحضر جلسات النادى وندوات ومؤتمرات قصر الثقافة – فى ذلك الوقت – العديد من الشعراء من الشعراء والباحثين والنقاد ومنهم الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى ، والدكتور مختار الوكيل  ، وفؤاد بدوى .
ثم رحلت به سفينة الحياة إلى المنيا عام 1981م ، فتتلمذ على الناقد الدكتور على البطل – يرحمه الله - ، والناقد الدكتور أحمد السعدنى أساتذة النقد بجامعة المنيا ، إذ أن المنيا – فى ذلك الوقت – كانت تموج بتيارات أدبية وشعرية ونقدية واسعة ، واستطاع المدمرى الاستفادة من خلالها ، وازداد رصيده الشعرى . كل ذلك أثر فى وجدان المدمرى  وترك بصمات واضحة على ثقافته وحبه للشعر بالإضافة للفطرة التى فطر الله عليها فى الإنشاد الشعرى .
  ويمثل الشاعر عصام المدمري  اتجاه الأقل عددا  في إصدار الدواوين الشعرية، فقد أصدر أربعة دواوين شعرية هى : إشراقات الروح القدس ( 1995) عن سلسلة كتاب الرسالة التى نادى الأدب بقصر ثقافة سوهاج ، وديوان ثلاثية العشق الأقدس ( 1996)عن نفس السلسلة ، وديوان أشواق الكلمة (1999) ، وديوان العود على درج فى المحبة ( 2000) .
      وفى لمحة خاطفة ترجل الفارس ، وغادر الدنيا سريعا ، وكأنه قرأ سطوره ابن موطنه الدكتور محمد أبودومة حينما قال " كان ابن موت .. جاء سريعا .. ومضى سريعا "  ، فرحل المدري عن دنيانا صبيحة الأحد 24 نوفمبر 2013م . وترك لنا المحبة والتسامح والابتسامة الواسعة .
  
  

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فنون

سينما

يتم التشغيل بواسطة Blogger.