لعنة الفراعنة
بقلم دكتور / محمد عبيد
لقد أقام الفراعنة على أرض الكنانة حضارة عظيمة ، يقف
أمامها كل إنسان بفخر واعتزاز ، حضارة بنت الأهرامات ، وشيدت المقابر والمعابد ،
التى ما تزال موجودة حتى الآن تشهد بتقدمهم وتنطق بتحضرهم وتفوقهم على غيرهم من
الأمم . والناظر فى تاريخ الحضارة المصرية القديمة ، يجد أن القدماء المصريين قد
برعوا فى البناء والطب والفلك والزراعة إلى غيرها من شئون الحياة .
وكذلك فقد برعوا فى فن التحنيط الذى ما تزال أسراره
باقية حتى الآن بين جدران المقابر والمعابد ، ونجد أنه كلما ازدادت معرفتنا بأسرار
تلك الحضارة ، كلما ازدادت تلك الحضارة غموضا ، ولكن الشئ المثير للدهشة والخوف فى
آن واحد ،هو سر من أسرار الحضارة
الفرعونية القديمة ، سر أطلق عليه العلماء ( لعنة الفراعنة ) .
ويرى البعض أن
مصدر هذه اللعنة مرتبط ارتباطا وثيقا بالملك " توت عنخ أمون " ، وهو أحد
ملوك الأسرة الثامنة عشرة ، وتولى الحكم بعد الملك إخناتون ، لأنه كان زوج ابنته
الصغرى ، وكان توت عنخ أمون صغير السن
حينما تولى الحكم ، فعمل على إرضاء كهنة آمون ، فترك ( تل العمارنة ) ،
وعاد إلى طيبة ، واتخذها عاصمة لملكه ، ومات توت عنخ آمون فى ظروف غامضة ، وهو لم
يتجاوز العشرين من عمره ،وتولى الملك من بعده قائد جيوشه " حور محب " .
وقد وصلت إلينا مقبرته سليمة بعد 35 قرنا من الزمان دون
أن تمسها يد اللصوص ، حيث تم اكتشافها فى طيبة الغربية سنة 1922م ، وبها سرر وعروش
وتابوت من الذهب يحوى مومياء الملك ، ولكن الغريب فى ذلك أن الذين لمسوا التابوت
أو جسد الملك طاردهم الموت واحدا تلو الآخر ، وكذلك العلماء والعمال الذين حفروا
ماتوا فى ظروف غامضة ، ومنهم مكتشفا المقبرة ، اللورد كارترفون ، واللورد هوارد
كارتر ، ومنهم طبيب الأشعة " أرشيبالدرون " الذى قطع خيوط التابوت ليصور
جثة الملك فقد أصابته الحمى ، وتوفى فى لندن بعد أيام من ذلك العمل .
حتى الجراح الإنجليزي دكتور " دوجلاس درى "
الذى قام بتشريح الجثة سنة 1925 ، أصيب بجلطة فى المخ ومات على أثرها ، ويقال هذا
الجراح أمسك ورقة وقلما ، وكتب هذه العبارة ( الفصل 166من كتاب الموتى ) أى اللعنة
عليه ، ولكن ما يثير الرعب والفزع تلك اللوحة التى كانت بها عبارة ( سوف يطوى
الموت بجناحيه كل من يقلق الملك ) ، وكذلك التحذير الذى كان منقوشا على ظهر
التمثال الذى وجد فى المقبرة ، الذى يقول ( أنا أطرد لصوص المقبرة ،وألقى بهم فى
جهنم هذا لصحراء ، إنني حامى توت عنخ آمون ) .
وقد أثارت تلك التميمة المصنوعة من الحديد والتى رافقت
جثمان الملك توت عنخ آمون الفزع والخوف فى نفس كل من قرأها أو لمسها ، هذه التميمة
قول : كل يد تمسك تنقع .. كل أنف يشمك يسقط .. كل عين تراك تنطفئ .. انهض هادئا
صاحب الجلالة .
ولكن بعد كل ذلك الخوف والفزع الذى أثير حول تلك اللعنة
، نتساءل ماهى اللعنة ؟ هل هى قوة شيطانية صادرة من الجن ، أم تعويذة ساحرة ، أم
أشعة قاتلة تصدر من اخل المقبرة أو من الجن ، أم تعويذة ساحرة ،أم أشعة قاتلة تصدر
من داخل المقبرة أو من جسد الملك ، ويجيب على ذلك الفيلسوف اليوناني القديم "
أفلاطون " مسجلا عظمة الفراعنة ومخاطبا اليونانيين ، فيقول : أنتم أطفال إذ
ما قورنتم بما لدى المصرى من علم .. أنتم أضعتم علمكم ، ولكن المصريين احتفظوا
بالعلم والحكمة فى المعابد والمقابر .
ومن المعروف أن الفراعنة قد برعوا فى السحر بمختلف طرقه
، كما أن الفراعنة قد اهتدوا إلى أشعة إكس قبل الفرنسي " بيكريل – 1899"
، والألماني " روتنجن " ، وكذلك فقد عرفوا اليورانيوم الذى يوجد فى
مناجم الذهب .
وعلى الرغم من تقدم العلم ، ووصول الإنسان إلى القمر
واستغلاله واختراع الأجهزة الحديثة المتقدمة كالميكروسكوب والأقمار الصناعية ،فإنه
وقف عازا أمام سر من أسرار الفراعنة ، وهو لعنة الفراعنة .. ومع تقدم العلم شيئا
فشيئا ، تتضح لنا أسرار تلك الحضارة العظيمة .. ويالها من أسرار !! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق