أعلان الهيدر

السبت، 8 يونيو 2019

الرئيسية صحافة بلا حدود

صحافة بلا حدود


صحافة بلا حدود
 
    بقلم دكتور : محمد عبيد
من المؤكد للجميع القاصي والداني أن الصحافة هي المعبرة عن لسان الشعوب ، والكاشفة لكل نقاط الفساد والسلبية ، و النابضة بكل القضايا والمشكلات ، وهى التي تقترح الحلول التي يمكن أن يأخذ بها صناع القرار ، وهى التي تجابه كل الأخطار شأنها شأن كل مدافع وطني عن مصالح الوطن والمواطن ، مما حدا بالبعض إلى إطلاق صفة السلطة الرابعة " عليها بعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية .
ولكن ما استوقفني هو عبارة بدأت تتردد بتلقائية بين جموع المثقفين والكتاب وبعض الصحفيين ، وكأنها أصبحت من المسلمات غير قابلة للنقاش أو الحوار أو المدارسة ، وهى أن الصحافة يجب أن تكون بلا حدود  أو حواجز أو خطوط حمراء . ولنا مع هذه العبارة الواسعة الفضفاضة التي تنتهك بها الحرمات باسم الصحافة التي بلا حدود .
فالأمور الشخصية التي لا تتعارض مع المصالح  العامة ، والأخبار التي تمس مصالح الوطن ، وتهدد الأمن الاجتماعي والقومي ، والشائعات والصفحات الكثيرة التي تفتقر إلى أبسط قواعد الصحافة وهى الاستناد إلى المصدر الصادق الموثق ، والخلط بين كشف الحقيقة وإظهارها للرأي العام والتشهير والتلاسن والوصول إلى حد القذف ، أليست كل هذه الأمور خطوطا أو حدودا يجب أن تتوقف عندها الصحافة ولا تقربها؟!!! .
ويربط البعض بين هذه العبارة المطاطة والأقلام الصفراء والصحف الصفراء والابتزاز والتشهير والتلميع والدكاكين الصحفية أو صحافة الإثارة والاعتدال ، وإن كنت لا أوافق على تصنيف الألوان في الشارع الصحفي ، إن هذا التصنيف يحد من حركة الصحافة ، وكم من الجرائم تتم تحت ستار حرية الصحافة ، والبكاء الزائف على الديمقراطية الغائبة .
إن مهمة الصحافة هي المكاشفة والوضوح ، وكشف الأمور وتوضيحها بكل مصداقية وشفافية ، إن مهمة الصحافة أن تكون الدرع الأمين لهذا الوطن ، وألا تتستر على أي نوع من الفساد ومن أية جهة ؛ لأنها العين الساهرة على أمن الوطن شأن غيرها من الأجهزة المعنية بحماية الداخل والخارج ، إن الصحافة يجب أن تحافظ على الأمن والسلام الاجتماعي .
إن ما يجب أن يتمسك الكاتب والصحفي ورب القلم هو الضمير ولا شئ غيره ، فالكثيرون يتحدثون عن ميثاق العمل الصحفي ، وميثاق العمل الصحفي هو ليس خطا فاصلا يجب ألا نحيد عنه ، وإنما ميثاق العمل الصحفي هو الحب والغيرة على هذا الوطن ، والوقوف ضد الفساد والمفسدين ، والالتحام بقضايا الشعب والجماهير ، وتوضيح الحقائق من غير تهويل ولا تقليل ، والاتسام بالمصداقية وتقبل الرأي والرأي الآخر من أجل الوصول إلى الحقيقة ، وعرضها على الرأي العام ، والشفافية والوضوح والنزاهة والابتعاد عن التهليل والتطبيل والتقديس ،  والوقوف طرفا محايدا بين جميع الأطراف .
إن الصحافة يجب ألا تنصب نفسها خصما وحكما ، وهى ليست مخولة بذلك ، ففي كل دولة جهات مسئولة عن ذلك مسئولية تامة ، إنما هي اللسان والضمير الذي يترفع عن الصغائر ، ويراعي حرمات الناس ، ويحفظ مقدرات الشعوب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية . أقولها: إن قوة الصحافة من قوة الشعوب ، ولكن في ذات ليست هناك صحافة بلا حدود أو بلا حواجز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فنون

سينما

يتم التشغيل بواسطة Blogger.